روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | الحـب قبـل الـزواج

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > الحـب قبـل الـزواج


  الحـب قبـل الـزواج
     عدد مرات المشاهدة: 2852        عدد مرات الإرسال: 0


كثيرًا ما يسأل المقبل على الزواج عن الحب قبل الزواج هل هو حلال أم حرام؟

وهل وجوده شرط لنجاح الزواج؟

وهل الإعجاب يختلف عن الحب؟

كل هذه الأسئلة أحببنا أن نناقشها في هذا الموضوع:

*الحـب كـعاطفة:

الحب كمشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

وقد ضرب الله مثلاً في قصة إعجاب ابنة شعيب بموسى عليه السلام على الحب كمشاعر تلامس القلوب، فكانت نتيجته تعريضها بشمائله وعرض والدها الزواج على موسى عليه السلام، فأنفق من عمره الشريف عشر سنين في سبيل حبه لها، فلولا أن الحب من أغلى الأشياء، لما ذهب كثير من زمن الأنبياء فيه.

وقد جاء تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المفهوم بأن نار الحب إذا إشتعلت لا يطفئها إلا النكاح وذلك بقوله: «لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح».

ولذلك لم يحتمل النبي صلى الله عليه وسلم السكوت عندما شاهد المتيم مغيث يقابل بالصد والهجران من بريرة فكان صلى الله عليه وسلم راحمًا بالمحبين شافعًا لهما، وهذا نص حديث قصة بريرة ومغيث:

عن ابن عباس رضي الله عنه أن زوج بريرة كان عبدًا يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: «يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثًا» وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبريرة: «لو راجعتيه»، قالت: يا رسول الله أتأمرني؟ قال: «إنما أنا شافع»، قالت: لا حاجة لي فيه.

ويقول ابن عباس: ذاك مغيث عبد بني فلان -يعني زوج بريرة- كأني أنظر إليه يتبعها في سكك المدينة يبكي عليها.

قصة أبوبكر والجارية:

وهذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه يمر في خلافته بطريق من طرق المدينة، فإذا جارية تطحن برحاها وتقول:

وهويته من قبل قطع تمائمي *** متمايسًا مثل القضيب الناعم

وكأن نور البدر سُنّة وجهه *** ينمي ويصعد في ذؤابة هاشم

فدقّ أبو بكر عليها الباب فخرجت إليه فقال: ويلك أحرة أنت أم مملوكة؟!

فقالت: بل مملوكة يا خليفة رسول الله، قال فمن هويت؟! فبكت ثم قالت: بحق الله عليك إلا إنصرفت عني، قال: لا أريم أو تعلميني.

فقالت: وأنا التي لعب الغرام بقلبها فبكت لحب محمد بن القاسم

فصار أبو بكر إلى المسجد وبعث إلى مولاها فإشتراها منه، وبعث إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب، وقال: هؤلاء فِتَنُ الرجال، وكم مات بهن من كريم، وعطب عليهن من سليم.

قصة المحب مع علي:

أُتيَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بغلام من العرب وجد في دار قوم بليل فقال له: ما قصتك؟! فقال: لست بسارق، ولكني أصدقك:

تعلقت في دار الرباحي خَــودة *** يدل لها من حسنها الشمس والقمر

لها من نبات الروح حسن ومنصب *** إذا افتخرت بالحسن صدقها الفخر

فلما طرقت الدار من حب مهـجة *** أتيت وفيها من توقــدها جمـر

تبادر أهـل الـدار لي ثم صَيَّـحوا *** هو اللص محتوم له القتـل والأسر

فلما سمع علي شعره رقَّ له، وقال للمهلب بن رباح: إسمح له بها نعوضك منها، فقال يا أمير المؤمنين سله من هو لنعرف نسبه؟!

فقال: النهاس بن عيينة العجلي، فقال: خذها فهي لك.

قصة البدوي العاشق:

ومن غرائب القصص ما ذكر أن المهدي خرج إلى الحج حتى إذا كان في السفر يتغدى فأتى بدوي فناداه: يا أمير المؤمنين، إني عاشق! ورفع صوته.

فقال للحاجب: ويحك ما هذا؟!

قال: إنسان يصيح إني عاشق!

قال: أدخلوه. فأدخلوه عليه، فقال: من عشيقتك؟! قال: ابنة عمي، قال: أولها أب؟ قال: نعم، قال: فما له لا يزوجك إياها؟! قال:ها هنا شيء يا أمير المؤمنين، قال: ما هو؟ قال: إني هجين، قال له المهدي: فما يكون؟! قال: إنه عندنا عيب.

فأرسل المهدي في طلب أبيها فأُتي به، فقال: هذا ابن أخيك؟ قال: نعم.

قال: فلم لا تزوجه كريمتك؟! فقال له مثل مقالة ابن أخيه، وكان من ولد العباس وعنده جماعة.

فقال: هؤلاء كلهم بنو العباس وهم هجن ما الذي يضرهم من ذلك؟

قال: هو عندنا عيب.

قال: زوجه إياها على عشرين ألف درهم، عشرة آلاف للعيب، وعشرة آلاف مهرها.

قال: نعم.

فحمد الله وأثنى عليه وزوجه إياها، فأتى ببدرتين فدفعهما إليه، فأنشأ الشاب يقول:

ابتعت ظبيـة بالغــلاء وإنما *** يعطي الغـلاء بمثلها أمثـالي

وتركت أسواق الصباح لأهلها *** إن الصباح وإن رخصن غوالي

فالحب الذي يبقى مقيدًا بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه، وسبيله الوحيد النكاح كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم، فإن لم يحصل كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد.

قصة نصر بن حجاج:

سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثناء سيره ليلا امرأة تنشد وهي تتغزل بشاب جميل اسمه نصر بن الحجاج وتتمنى لو كانت زوجة له:

هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أو من سبيـل إلى نصر بن حجاج

إلى فتى ماجد الأعراق مقتبل *** سهل المحيا كــريم غير ملجـاج

نمته أعراق صدق حين تنسبه *** أخي حفـاظٍ عن المكروب فـرَّاج

فغضب الخليفة وقال: والله لا أرى رجلاً معي تهتف به النساء في بيوتهن.

وفي الصباح أحضره، ولما رأى من جماله قال: والله لا تساكنِّي في بلدة يتمناك بها النساء، فخذ من بيت المال ما يصلحك وسر إلى البصرة.

فقال له نصر: لقد قتلتني، فإن فراق الأوطان كقتل النفس.

فقال له عمر: وكيف ذاك؟

قال: قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء:66].

قال الخليفة: ولكن أقول ما قال شعيب: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} [هود:88].

فلما سمعت بمصير نصر إلى البصرة بسببها قالت:

قل للإمام الذي تخشى بوادره *** ما لي وللخمر أو نصر بن حجاج

لا تجعل الظن حقا أو تبينـه *** إن السبيل سبيل الخائف الراجي

ما منية قلتها عرضا بضـائرة *** والناس من هالك قدما ومن ناج

إن الهوى ذمم بالتقوى فقيده *** حتى أقـر بإلجـام وإسـراج

فبكى عمر وقال: الحمد لله الذي قيد الهوى بلجام العفاف والتقوى.

لذلك كان جزاء العفة كبيرا، وقد وصف الله عز وجل يوسف عليه السلام بقوله: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ} [يوسف:24] بسبب عفته عن الحرام.

وقد فرج الله عن الرهط الثلاثة الذين سُدَّ عليهم بعفة أحدهم عن الحرام، حيث قال: اللهمّ إنه كانت لي ابنة عمّ أحبَبْتُها كأشدّ ما يُحبّ الرجالُ النساءَ، فطلبتُ إليها نفسها فأبَتْ حتى آتيها بمائةِ دينارٍ فتعبتُ حتى جمعت مائة دينار، فجئتها بها، فلما وقعتُ بين رجليها قالت: يا عبد الله! اتّقِ الله ولا تَفتح الخاتَمَ إلاّ بحقّه، فقمتُ عنها، فإن كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك إبتغاءَ وجهِكَ فافرُجْ لنّا منها فَرْجةً، ففَرَجَ لهم.

* الحب كممارســة:

إننا نفرق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر، فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر، أما إذا تحول الحب إلى سلوك كلمسة وقبلة ولمة ففي هذه الحالة يكون حكمه حرامًا، وينتج عنه سلبيات كثيرة، لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه.

وبهذه المناسبة نعرض للقارئ الكريم ما هي نتائج الحب في أمريكا، والإحصاءات التي نعرضها تمثل هذا الاتجاه.

هذه الإحصاءات لمركز 2000census في الولايات المتحدة الأمريكية:

1=41% من النساء الأمريكيات عمرهن بين 15-44 سنة عشن علاقة حب قبل الزواج ومساكنة مع رجال.

وهذه الإحصاءات حسب الأعمار:

ـ 9 % من اللاتي أعمارهن بين 15- 19 سنة.

ـ 39% من اللاتي أعمارهن بين 20- 24 سنة.

ـ 49% من اللاتي أعمارهن بين 25- 29سنة.

ـ 51% من اللاتي أعمارهن بين 30- 34سنة.

ـ 50% من الذين أعمارهم بين 35- 39 سنة.

ـ 43% من اللاتي أعمارهن بين 40- 44 سنة.

بنتج عن هذه الحالات:

= 41 % من حالات الحب ينتج عنها أطفال.

= 33 % من عدد الولادات في أمريكا هي من نساء غير متزوجات.

= 14% من الولادات الأولى للنساء هم في الحقيقة أطفال يولدون من حالات الحب.

= 25 % من الأطفال يتوقع أن يعيشوا في بيوت يكون الرجل والمرأة غير متزوجين.

2= نسب الزواج بعد هذه العلاقة:

ـ 55 % من هذه الحالات تنتهي بحالات زواج بعد 5 سنوات من العيش في منزل واحد.

ـ 40 % ينفصلون بعد 5 أعوام من العيش في منزل واحد.

ـ 5 % تطول حالة المساكنة لأكثر من 5 أعوام.

ـ 75 % من الذين يعيشون حالة الحب يقولون إنهم يخططون للزواج بشريكهم، وأغلبية المتزوجين اليوم عاشوا معا قبل الزواج.

ـ 53 % من النساء المتزوجات للمرة الأولى تزوجن بعد العيش لفترة مع شريكهن.

إمــرأة العزيز:

وقد كانت امرأة العزيز ونسوة المدينة المثل الذي ضربه الله تعالى نموذجًا للحب الذي يتعدى المشاعر إلى السلوك العملي، ولا شك أنه ساء سبيلا وهو زورًا الحب وحقيقة الفاحشة.

نعم، كم ساق هذا الحب المحظور إلى مهالك ومخازٍ لا تنسى!

ولكن ما هو الحب الذي نريده؟!

نريد الحب الذي يغير القلوب والنفوس!

نريد الحب الذي يدفع بأصحابه للقيام بأعمال يسطرها لهم التاريخ كأحلى قصة بين متحابين!

نريد قصة الطفيل بن عمر الدوسي، ألا تعرفونها؟! فكيف يصح حب من لا يعرف الطفيل وحبيبته!

قصــة الطفيل وزوجته:

دخل الطفيل في الإسلام فأتت إليه زوجته لتقرب منه فمنعها، وقال: إليك عني فلست منك ولست مني.

قالت ولم؟! بأبي أنت وأمي، فقال: فرق بيني وبينك الإسلام، فقد أسلمت، وتبعت دين محمد صلى الله عليه وسلم.

قالت: أنا منك وأنت مني، وديني دينك فأسلمت.

هكذا يكون جواب المحب لحبيبه، أنا منك وأنت مني، ولكنه حب موصول بفاطر السماوات والأرض، خالق الحب ورازقه.

هل تعرفون من هي صاحبة أغلى مهر في العالم؟!

أظنكم فكرتم بأشهر الشخصيات العالمية كالأميرات والممثلات والمغنيات.

لكم الحق في ذلك! هكذا إعتدنا التفكير، لأن صورة الحب أمامنا هكذا معاييره.

ولكن أصحاب الحب الحقيقي عرفوا من تكون، ترى من تكون؟!، فإلى رحاب القصة:

أم سليم وأغلى مهر في العالم

توفي زوج الرميصاء بنت ملحان المكناة بأم سليم وبعد إنتهاء عدتها، تقدم لخطبتها يزيد بن سهل المكنى بأبي طلحة، ولكنها رفضته! لماذا؟

أبو طلحة ظن حاجتها الذهب والفضة، فسألها: هل تريدين الأصفر والأبيض؟!

فقالت: بل إني أشهدك يا أبا طلحة، وأشهد الله ورسوله أنك إن أسلمت رضيت بك زوجًا من غير ذهب وفضة، وجعلت إسلامك مهرًا لي.

قال: من لي بالإسلام؟! قالت: أنا لك به. فقال: كيف؟ قالت: تنطق بكلمة الحق، فتشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ثم تمضي إلى بيتك فتحطم صنمك ثم ترمي به.

فإنطلقت أسارير أبي طلحة، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.

الإسلام هو أغلى مهر حصلت عليه امراة، فهل هناك ما هو أغلى منه؟!

هنيئاً لأم سليم مهرها الذي سطر تاريخًا يتداول على الألسن، ويكفيها تشريفًا أن يقول المسلمون: ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سُليم.

هكذا الحب كيف يُنسى؟!

إن كنا لا نعرف في أيامنا حبًا هكذا بدايته، فلنحاول أن نبدأ حبنا بالعاطفة وننميه مع الأيام بالزواج، ولنبتعد عن حب مقدماته الشهوة الجنسية ولا نموَّ له إلا الرذيلة.

ولنتدبر قول الله عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21].

الكاتب: براء العبيدي.

المصدر: موقع قصة الإسلام.